انطلاق الأيام التشاورية لتنمية نواذيبو بمشاركة واسعة وانتقادات لتغييب السكان

انطلقت زوال اليوم الاثنين في مدينة نواذيبو أعمال الأيام التشاورية لتنمية الولاية، بحضور عدد من المسؤولين والمنتخبين، بينهم وزير التعليم العالي والبحث العلمي يعقوب ولد أمين، ومستشارون من الرئاسة والوزارة الأولى، إلى جانب السلطات الإدارية والأمنية والبلدية والجهوية.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد وزير التعليم العالي، رئيس بعثة الإشراف على التشاور، أن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني يولي اهتماماً خاصاً بمدينة نواذيبو على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، مضيفاً أن الهدف من هذه الأيام هو إعداد مخطط تنموي تشاركي يقدم حلولاً عملية للتحديات التي تواجه الولاية.
وأوضح الوزير أن الحكومة تعتمد مقاربة جديدة تقوم على مشاركة المواطنين في بلورة السياسات التنموية، قائلاً: “جئنا لنستمع إليكم ونسجل مقترحاتكم، لتكون جزءاً من سياسة الدولة تجاه نواذيبو”. كما شدد على أن الأيام التشاورية مفتوحة أمام جميع المواطنين بتوجيه من الرئيس والوزير الأول، مؤكداً أن الهدف هو الاستماع لكل الآراء دون تسرع.
من جانبه، أوضح والي الولاية ماحي ولد حامد أن الهدف من هذه الورشات هو وضع تصور شامل للتنمية المحلية يتماشى مع التوجه الوطني نحو تنمية متوازنة ومستدامة، مبرزاً أن نواذيبو تشهد ديناميكية تنموية واضحة بفضل المشاريع الحكومية في مجالات البنية التحتية، التشغيل، وتحسين الخدمات الأساسية.
إلا أن الجلسة شهدت انتقادات من عمدة المدينة القاسم بلالي، الذي أعرب عن استيائه من “تغييب سكان نواذيبو”، مشيراً إلى أن “90% من الحضور موظفون”، ومؤكداً أن أي تشاور حقيقي يجب أن يشرك المواطنين في النقاش حول مستقبل مدينتهم.
كما دعا العمدة إلى توضيح الوضع القانوني للمدينة بين كونها ما تزال خاضعة لنظام المنطقة الحرة أو خارجه بعد التعديلات الأخيرة، معتبراً أن وضوح الإطار القانوني والإداري شرط أساسي لأي تنمية ناجحة.
وفي السياق ذاته، وصف نائب رئيس المجلس الجهوي محمد يل عبد السلام هذه الأيام بأنها “منعطف مهم في مسار التخطيط الجهوي”، مؤكداً أن نواذيبو تشكل رافعة أساسية للاقتصاد الوطني ومحوراً رئيسياً للتنمية.
وشهد انطلاق الفعاليات جدلاً تنظيمياً بعدما مُنع عدد من الإعلاميين والفاعلين المحليين في البداية من دخول القاعة التي تستضيف الحدث في معهد اللغات، قبل أن يتم حل الإشكال والسماح للمسجلين مسبقاً بالدخول.
وتُعقد هذه الأيام على مدى عدة جلسات وورشات، من المتوقع أن تخرج بـ خريطة طريق تنموية شاملة لولاية نواذيبو، تُبنى على مقترحات المشاركين وتطلعات السكان.